فتاوى في التوحيد
معنى الورود: وإن منكم إلا واردها
س2: ما معنى الورود في قوله -تعالى- رسم> وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا قرآن> رسم> رأس> الآية؟
سؤال> الجواب: ذكر ابن كثير اسم> في التفسير عدة أقوال وآثار عن السلف في تفسير الورود للنار:
منها: أن الورود الدخول، لقوله -تعالى- رسم> فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ قرآن> رسم> .
ومنها: أنه العبور على الصراط المنصوب على متن جهنم، وفي بعض الآثار أنهم يقال لهم: قد مررتم عليها وهي خامدة. وفي بعضها أنها تقول: جز يا مؤمن، فقد أطفأ نورك لهبي.
وقيل: إن الورود قيامهم حول النار، ثم يصدرون بأعمالهم، وكان كثير من السلف يشتد خوفهم فيقولون: أخبرنا الله أنا نردها، ولم يخبرنا أنا نصدر عنها.
وقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة اسم> مرفوعا: رسم> لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم متن_ح> رسم> .
وقد ذكر ابن حجر اسم> في فتح الباري (3\124) خلافا في الورود المذكور، وصحح القول بأنه الدخول ثم الخروج، أو أنه الممر عليها، واستدل على ذلك، وضعف القول بأنه مختص بالكفار، أو أنه الدنو منها، أو الإشراف عليها، أو أنه ما يصيب المؤمن في الدنيا من الحمى، وذكر الحديث الذي رواه مسلم اسم> أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> لا يدخل أحد شهد الحديبية النار. قالت حفصـة: أليس الله يقول: رسم> وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا قرآن> رسم> ؟ فقال: أليس الله يقول: رسم> ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا قرآن> رسم> ؟ متن_ح> رسم> .
وبكل حال فإذا قيل: إنه الدخول، فإنها لا تضر المؤمن، بل يعبرها ولا يحس بحرارتها، ويبقى فيها من كتب له بعض العذاب، أو كتب أنه مخلد فيها. والله أعلم.
مسألة>